"هارلى" .. لما تحب تعمل نفسك فان ديزل

محمد رمضان
محمد رمضان

مما لاشك فيه ان محمد رمضان فنان موهوب ومعجون بمية فن..فلا خلاف ولا اختلاف على ذلك..وذكى فى تعامله مع جمهوره الذى شكل وجدانه منذ اول افلامه (عبده موتة) وليس (الالمانى) الذى لم يحقق ماحققه عبده موتة فى السينما من ايرادات او جماهيرية.

ولكنه منذ ذلك الحين وهو عرف كيف يلعب فى دماغ جمهوره ويشكله كما يشاء..فأصبح رمز وقدوة لجيل مابعد ثورتين..وظل متمسكا بفكرة البطل العشوائى الذى يأخذ حقه بيده فحول كثير من جمهوره الى زومبى يقلده بلا وعى..ولم يكتفى بجمهوره فى السينما وحسب بل ذهب الى التلفزيون هذا الجهاز الخطير الموجود فى كل بيت..فغزى البيوت وعقلية الشباب والاطفال الذى تعاطف وتوحد مع الاسطورة والبرنس واخيرا جعفر العمدة..

ولأنه موهوب فى فن التقمص نجح نجاحا مبهرا فى تحويل هذة الشخصيات الدرامية الى واقع قلده فيه الكثير فانتشر رفاعى والبرنس وجعفر فى الشوارع واصبحت البلطجة هى سيدة الموقف..واخذ الحق بالدراع هو القانون خاصة فى الاحياء العشوائية..فأصبح رمضان هو القدوة والرمز الذى يحتذى به..

وفى هارلى وبتجربة سينمائية جديدة ارتدى رمضان عباءة فان ديزل فى فيلم فاست اند فيورس ..وهذا متاح جدا ومباح فهناك افلام مصرية كثيرة اخذت عن افلام اجنبية تم تمصيرها ولكن مشكلة رمضان ان اعماله بتفرض فكرة اخذ الحق بالذراع وكأننا نعيش فى غابة لاقانون فيها سوى قانون الغاب..ولانعرف لماذا الصمت التام والموت الزوؤام من الرقابة على المصنفات الفنية؟؟

وبعيدا عن كل  ذلك ما الداعى ان ترتدى الشخصية الدرامية بالفيلم ارتداء الحلق لماذا يتعمد رمضان خرق القيم المجتمعية الشرقية التى تربينا عليها..وهو يعلم ان مايفعله هذا سيجد من يقلده بحماس من الشباب..واى قيم ومبادئ متناقضة يزرعها رمضان دائما فى اعماله..ففى جعفر العمدة هو الشخص المرابى ولكنه يخاف ظلم الناس..وهو البلطجى الذى يأخذ حقه بذراعه ولكنه الطيب الجدع..الرجل المزواج الغير عادل مع زوجاته ولكنه يحافظ على حقوقهن بالكلام.

وفى هارلى هو المدمن الذى يعظ شقيقه وينصحه بعدم الادمان..تاجر مخدرات ولكنه يحافظ على القيم والاخلاق..يعيش مع واحدة فى بيت واحد ولكنه يحافظ عليها وهذه الواحدة تشتأذنه ان تشرب الخمور رغم وجود والدها معهما على نفس الترابيزة ولا تخشاه ولاتسأله ولاتهتم برأيه المهم مستر هارلى...فالسيناريو ضعيف بلا هدف..يغطى على ضعفه هذا الابهار الذى يحتويه الفيلم ..وطبعا اداء محمد رمضان الذى نؤكد على موهبته الفنية والتى للاسف ارى انه يستخدمها  فى ابداع فن صناعة الخيال المريض.

يلعب رمضان على تيمة الصعود والاكشن وفرض القوة بيده كما كان يحدث مع افلام الثمانيات والتسعينيات من القرن الماضى وخاصة فى افلام عادل امام مثل سلام ياصاحبى  والمشبوه وحتى لايطير الدخان ..وكذلك بعض من افلام احمد زكى كالامبراطور والباشا وغيرها..وافلام لنور الشريف ومحمود عبد العزيز واهمها الصعاليك..والذى خرج بعدها بسنوات واعتذر الفنان الكبير الراحل نور الشريف عنها مشيرا الى ان مثل هذه النوعية اثرت بالسلب على جيل الشباب.

وان كان فى اغلب هذه الافلام ايضا حدود وقانون ورجال قانون والذى لانراهم اطلاقا فى اعمال رمضان..فهو القانون الذى لاقانون بعده، وهو البطل الذى لايقهر فحتى لو فى افلام التسعينات صورة قريبة مما يقدمه رمضان الا أننا نرى فى اخر الفيلم الشر بيموت، ولكن مع رمضان الشر ينتصر على الشر ويعيش فى دور الخير الذى خلص على تاجر المخدرات الكبير والذى جسد دوره الفنان محمود حميدة، وكان رمضان او هارلى فى احداث الفيلم هو يده اليمنى فى تجارته المشبوهة..فثار الشر على الشر وانتصر الشرير الصغير على الكبير، وأصبح هو الكبير الذى سيدير تجارة المخدرات بما يرضى الله حقا انه شئ كوميدى بتلوين الشر بصبغة خير خادع للمشاهد.

 

 

ترشيحاتنا